موضوع: إعادة الموتى الى الحياة الخميس فبراير 11, 2010 4:32 am
إعادة الموتى الى الحياة
لننظر إلى شخص توفي للتو من نوبة قلبية. أعضاؤه سليمة، ولم ينزف. كل ما حدث هو أن قلبه توقف عن الخفقان ــ وهو التعريف الطبي "للموت السريري" ــ ودماغه توقف عن العمل للحفاظ على مخزون الأوكسجين في دمه. لكن ما الذي مات بالفعل؟
عام 1993، عندما ألف الطبيب شيروين نولاند كتابه الناجح How We Die (كيف نموت)، كان الجواب التقليدي أن الخلايا هي التي ماتت. وتعذرت إعادة إحياء المريض لأن أنسجة دماغه وقلبه عانت ضررا لا يمكن إصلاحه بسبب نقص الأوكسجين. وكان يعتقد أن ذلك يبدأ بعد أربع إلى خمس دقائق فقط. إن لم يتم إنعاش المريض قلبيا ورئويا في غضون هذه المهلة، وإن لم يتم تشغيل قلبه بعيد ذلك، فمن غير المحتمل أن يعيش. لم يتم التشكيك في هذا الاعتقاد إلى أن بدأ الباحثون ينظرون إلى خلايا القلب المفتقرة للأوكسجين تحت المجهر. ما رأوه أدهشهم، بحسب الدكتور لانس بيكر، وهو مرجعية في طب الطوارئ في جامعة بنســـلفانيا. يقول: "حتى بعد مرور ساعة، لم نر أي دليــــل على أن الخلايا ماتت. ظننا أننا اقترفنا خطأ ما". لكن الحقـــيقة هي أن الخلايا التي ينقـــطع عنها الأوكســـجين تموت بعد ساعات.
إن كانت الخلايا لا تزال حية، لماذا لا يستطيع الأطباء إعادة إحياء شخص مات قبل ساعة؟ لأنه عندما ينقطع دفق الأوكسجين عن الخلايا إلى أكثر من خمس دقائق، تموت عندما يعاد تزويدها بالأوكسجين. هذا الاكتشاف "المدهش"، كما يقول بيكر، هو الذي أوصله إلى منصبه كمدير لمركز جامعة بنسلفانيا لعلوم إعادة الإحياء، وهو معهد أنشئ حديثا مختص بأحدث المجالات الطبية: معالجة الموتى.
مازال علماء الأحياء يحاولون استيعاب تأثيرات هذا المفهوم الجديد لموت الخلايا، ليس موتا هامدا» مثل شمعة تنطفئ عندما نغطيها بكوب، بل عملية كيميائية حيوية ناشطة تطلقها إعادة إشباع الخلايا بالأوكسجين. هذه الأبحاث تغوص بهم إلى عمق آلية عمل الخلايا، وصولا إلى المتقدرات الصغيرة المغلفة بأغشية حيث تتم أكسدة الوقود الخليوي لتزويد الخلايا بالطاقة. المتقدرات تتحكم بالعملية المعروفة بالاستماتة، أي الموت المبرمج للخلايا غير الطبيعية وهو الدفاع الأساسي للجسم ضد السرطان. يقول بيكر: "يبدو لنا أن آلية مراقبة الخلايا لا تستطيع التفرقة بين خلية سرطانية وخلية أعيد إشباعها بالأوكسجين. فتجبر الخلية على الموت".
هذا الاكتشاف أدى إلى اكتشاف آخر، وهو أن الإجراءات المعتمدة في غرف الطوارئ هي عكس ما يجب أن تكون عليه. عندما ينهار أحدهم في الشــــــارع من جراء سكتة قلبية، إن كان محظوظا، سيتلقى إعادة إحياء قلبية رئوية مباشرة، ما يحافظ على تدفق الدم إلى أن يعاد إحياؤه في المستشفى. لكن بالنسبة إلى غير المحظوظين، ستكون قد مضت 10 أو 15 دقيقة أو أكثر من دون أن ينبض قلبهم قبل وصولهم إلى قسم الطوارئ. وماذا يحدث حينئذ؟ يقول بيكر: "نزودهم بالأوكسجين. ونعرض القلب لصدمة كهربائية ونحقنه بهرمون الإبينفرين لإجباره على الخفقان، فيستهلك المزيد من الأوكسجين". وفجأة يصبح العضل القلبي الذي لا يصله الدم مشبعا بالأوكسجين، وهي بالضبط الحالة التي تؤدي إلى موت الخلايا. بدلا من ذلك، علينا أن نقلل من الأوكسجين ونبطئ الأيض ونعدل كيمياء الدم ليعاد إشباعه بالأوكسجين بطريقة تدريجية وآمنة.
لايزال الباحثون يدرسون الطريقة الفضلى لتحقيق ذلك. فقد أظهرت دراسة أجريت في أربعة مستشفيات، ونشرتها جامعة كاليفورنيا السنة الماضية، معدل نجاح باهرا عند معالجة السكتات القلبية المفاجئة بمقاربة تتضمن، من بين أمور أخرى، إعادة الدم بطريقة تبقي القلب مشلولا من دون حثه على الخفقان. فقد تم وصل المرضى بآلة مجازة قلبية رئوية للحفاظ على تدفق الدم إلى الدماغ إلى أن يمكن إعادة تشغيل القلب بشكل آمن. لم تشمل الدراسة سوى 34 مريضا، لكن تم تخريج 80 بالمائة منهم أحياء من المستشفى. وفي دراسة أخرى استعملت فيها الطرق التقليدية، لم تتجاوز نسبة الإحياء 15 بالمائة.
بيكر يؤيد أيضا خفض حرارة الجسم من 37 إلى 33 درجة مئوية، وهو أمر يبدو أنه يبطئ التفاعلات الكيميائية الناتجة عن إعادة إشباع الخلايا بالأوكسجين. وقد ابتكر روبة من الملح والثلج يمكن حقنها لتبريد الدم بسرعة ويأمل أن تشكل جزءا من عدة الطوارئ المعتمدة. يقول بيكر: "في قسـم الطوارئ، تعمل كالمجنون لنصف ساعة على شخص توقف قلبه، ليقول أحدهم في النهاية، «لا أظن أننا سننجح في إعادة إحيائه»، ومن ثم تكف عن المحاولة". الجسم الممدد على السرير ميت، لكن تريليونات الخلايا داخله لاتزال حية. وبيكر عازم على إيجاد حل لهذه المعضلة وإنقاذ الأرواح.
عدد المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 05/11/2009 العمر : 54
موضوع: رد: إعادة الموتى الى الحياة الخميس فبراير 11, 2010 5:07 am
معلومة قيمة وعلمية والعلم في تقدم ما هو مستحيل اليوم يكون في المستقبل شيء طبيعي كما تخلص العلم من امراض التيفوئيد والتدرن الرئوي السل والطاعون والملاريا شكرا مغترب